تحليل خاص :هل أعلنت مباراة جنوى ولادة روبينيو وقرب خروج رونالدينيو من الميلان ؟

رغم فوز الميلان على غريمه جنوى في السان سيرو فإنه لا يمكن استخلاص الكثير من الأفكار من مباراة عادية للغاية كون المباراة كانت فقيرة فنياً ومثاراً للانتقاد أكثرمن الإعجاب .

لكن خروج رونالدينيو من الملعب حوالي الدقيقة ستين ودخول سيدورف كان نقطة هامة ينبغي التوقف عندها، لا لكون سيدروف لاعباً خارقاً قلب المباراة فكلنا نعرفه ونعرف ونقاط ضعفه وقوته بل لكونه تبديلاً غير وبشدّة من الوجه الذي ظهر به روبينيو فقبل التبديل كان متواجداً على الجهة اليمنى وكان فعلياً بلا فائدة طيلة ستين دقيقة هي فترة تواجده على أرض الملعب مع رونالدينيو، لكن خروج الأخير وإدخال سيدورف مكانه غير من الشكل التكتيكي للفريق حيث سُحب روبينيو إلى الجهة اليسرى وهي الجهة المفضلة له وتم إدخال الهولندي إلى العمق وهو أيضاً من الأمكنة المفضلة لديه كما تمكّن بيرلو من التقدم وصنع اللعب للمهاجمين مما فجّر مواهب البرازيلي الجديد وبدأت اللمحات الفنية والفرص الخطرة على مرمى جنوى من قبله هو وسيدورف وبيرلو على السواء وبدعم من إبراهميوفيتش القوي بدنياً بشكل رهيب ولولا قلّة الحظ لتمكن الميلان من تسجيل هدفين آخرين على الأقل.

خلال هذا اللقاء وضح البطء الشديد لرونالدينيو وحفظ المدافعين الواضح لحركاته جميعها مما جعله بلا فائدة أغلب فترات المباراة بل على العكس كان نقطة ضعف بدأ من خلالها جنوى العديد من الهجمات المرتدة التي كادت أن تكلف فريقه النقاط الثلاث وبعد خروجه كان التحرر لروبينيو الذي نتج عنه نوع من الحركية الجديدة ذات السرعة الأعلى والأفكار الأكثر وهو ما أعطى الفريق الأحمر والأسود حلولاً جديدة وآفاق أوسع في قلب الهجوم الأمر الذي وضع مكان الساحر روني على المحك.

بناء على المعطيات السابقة يبدو أن رونالدينيو بات قريباً من الخروج من الفريق خاصة اختفاءه في أكثر من مناسبة بمعنى أنّه يفقد الاستمرراية المطلوبة في المباريات الكبيرة بسبب مزاجيته وتقلّب مستواه وأيضاً لكون بديله جاهزاً أيضاً وأصغر عمراً وأكثر سرعة وهي الأمر المطلوب للغاية خاصة مع ازدياد سرعة اللعب بشكل عام فهل من حل يمكننا من الاحتفاظ بالساحر البرازيلي ؟

هناك حل ، لكنّه سيكون مكلفاً على المدى الموسم وهو اللعب بالرباعي الرهيب بكامل هيئته حيث يمكن وضع رونالدينيو خلف المهاجمين ووضع روبينيو على الجهة اليسرى وهو ما يعني اللعب بخطة 4-2-2-2 بوضع باتو كمهاجم ثاني وإبرا كرأس حربة وخلفهما رونالدينيو في المنتصف وروبينيو على اليسار مما يوفر كمية المسافة التي يتوجب على رونالدينيو ركضها وهو مايوفر عليه الجهد الذي يتوجب عليه بذله وبالتالي فهو قادر على البقاء في الفورمة أطول وقت ممكن أيضاً يساعد هذا المركز على الاستفادة من أفضل ميزاته الحالية وهي التمريرات السحرية الذكية .

لكن هذا النهج يخالف التوجه التكتيكي الذي يسعى أليغري ترسيخه والمتمثّل بما يمكون وصفه 4-3-3 أو 4-3-2-1 كما أن هذا التكتيك هو نفسه الذي سيستهلك كامل الأوراق التي تحدّثنا عنها سابقاً في تحليلنا الخاص السابق " بعد سوق انتقالات رائعة ، الميلان بدون مهاجمين احتياطيين." فأي من الحلين سيتّبع أليغري إن بقي على رأس الإدارة الفنية للفريق ؟ هذا ما سيجيب عنه الوقت بأسرع مما نتخيل خاصة عند عودة باتو وإن ساءت النتائج ....